سيرة فنية
عبد الهادي شلا
ABDUL HADI SHALA
بكالوريوس من كلية الفنون الجميلة - القاهرة - قسم تصوير - 1971
مدير عام مركز شلا للفنون وصاحب جريدة" الصراحة " التي تصدر عن المركز .
المشرف العام على جريدة" الصراحة " التي تصدر عن مركز شلا للفنون .
معلم للرسم في المعهد الأهلي للفنون التشكيلية والتدريب - الكويت - 2004 .
رســـام لدى مجـــلة الكـــويت - وزارة الإعلام الكويتية - من 1991 حتى1995 و 2004 .
رســـام لدى مجلة علوم و تكنولوجيا ( معهد الكويت للأبحاث العلمية ) - من 1992 حتى 1995 .
رســـام كاريكاتير و مخرج فني و عضو هيئة التحرير و مؤسس جريدة ( بيســـان)- كندا-1997 .
رسام كاريكاتير و مخرج فني و عضو هيئة التحرير و مؤسس جريدة ( الفجر العربي ) – كندا 1999 .
كتابات صحفية حول الفن التشكيلي وفلسفاتة في الصحافة العربية .
معلم للكاريكاتير ( مركز المهارات الفنية بمدينة لندن-أونتاريو )- من 1997 حتى الآن .
تصميمات فنية (Graphic Design ) باستخدام برامج الكمبيوتر الفنية .
كاريكاتيرات منشورة في الصحف والمواقع العربية.
عضو الإتحاد العام للفنانين التشكيليين الفلسطينيين- 1972 .
عضو الرابطة الدولية للفنون التشكيلية - باريس - 1974.
عضو الإتحاد العام للفنانين التشكيليين العرب - 1974 .
عضو المؤتمر الثاني للفنانين التشكيليين العرب - الجزائر- 1975 .
عضو في Forest City Gallery لندن- أونتاريو -1996 .
عضو في London Arts Council لندن- أونتاريو – 1997 .
عضو London Arts Project -لندن –أونتاريو 2007 .
المعارض الشخصية
الجماهيرية العربية الليبية-القاعة الوطنية - طرابلس - 1973
الكويت- المرسم الحــر -1974 و 1977
الكويت - صالة الفنــون 1980 و1982
قـاعـة الواســطي - بغداد - 1980
الكويت- قـاعـة ألـف – 1982 و 1983
قطــر- شـيراتون الدوحــة - 1985
الكويت- قـاعة أبـو شـهري – 1985 و 2004
الكويت- قـاعة الإيــوان - 1987
كــندا- قاعة المهرجانات الحديثة - 1995
كــندا-قـاعة سـوفـتن (المكتبة العامة) - 1997
كــندا- فورسـت سيتي جاليري - 1998
قاعة الجالارية جاليري-1999
مهرجان ( فرنج للفن البصري) ( معرض شخصي ) قاعة ماكيناس بالمسرح الكبير- لندن 2001
كــندا- أرتيستك جاليري – 1999و2003
فوربوينت شيراتون- لندن/ 2010
المعارض الجماعية والمشتركة
القــاهرة-معــارض جمــاعية مختلفة - 1968و 1996و1970
المعرض العام للجمعية الكويتية للفنون التشكيلية من – 1973 حتى 1981
معرض الكويت للفنانين العرب (معرض السنتين) من- 1977 حتى 1987
بينالي الإسكندرية ( دول البحر الأبيض المتوسط) -1984
بينالي القــاهرة - 1986 و 1994
معرض السنتين للفنانين التشكيليين العرب - بغداد –1974 و الرباط - 1976
معرض الجرافيك الدولي- ألمانــيا - 1987
بينالي الشــارقة - 1995
معرض اللوحات الصغيرة- كندا (جبسون جاليري) - كندا -1995 و 1989و 2002
المعرض السنوي للرســم ( الجائـزة الأولـى )- ( فورست سيتي جاليري)- كندا - 1997
معرض اليوبيل الفضي ( فورست سيتي جاليري)- كندا - 1997
جامعة ويسترن ( قاعة جون لابات ) -كندا - 1998
قاعة هاربر سنتر- تورنتو- كندا - 1999
معرض القطعة الفنية ( الجالارية جاليري ) 1999
معرض اللوحات الصغيرة على الورق ( فورست سيتي جاليري ) 2000
معرض مجموعة الفنانين ( قاعة مجلس الفنون )- لندن- 2001
مشروع الهواء الطلق للفنون لندن 2001
فنانون يشجبون الإحتلال"15 فنانا عالميا"-قاعة(فورست سيتي جاليري) لندن/أونتاريو –كندا 2002
معرض أعضاء الجاليري( فورست سيتي جاليري) 2003
المعرض الدولي للكاريكاتير ببوخارست برومانيا 2004 و 2005
فنانين يشجبون الحرب( قانا- 2006 ) ( Cube Gallery )- أوتاوا- كندا-2006
معرض لمسات رمضانية- ( قاعة لحظ ) - الرياض بالمملكةالعربية السعودية-2006
معارض متنوعة في كل من :
أسبانيا- ألمانيا-كندا- تشيكوسلوفاكيا- المجر -ماليزيا- قبرص- الكويت- المغرب- اليابان- موسكو
البحرين- قطر- كندا-القاهرة- العراق.
المقتنيـــــــــــات
شركة نفط الكويت (17 لوحة)- الكويت - 1977
لدى المجلـس الوطني للثقافة والفنون والآداب-الكــويت - 1975
متحف الفن الحديث-بغــداد ( 5 لوحات) - 1985
الجمعية القطرية للفنون التشكيلية- الدوحة - 1985
وزارة الإعلام القطرية- الدوحة - 1985
شركـة مرسـيدس- ألمانيا ( لوحتان) - 1985
القاعة الوطنية- الأردن - 1987
قاعة الإيوان- الكويت - 1987
قاعة بوشهري-الكويت-2004
عمدة مدينة لندن- أونتاريو-كندا - 1997
أعضاء في البرلمان الكندي -1995 و 1997
متحف الكاريكاتير بمدينة بوخارست برومانيا (2كاريكاتير)-2004
شخصيات أدبية و إجتماعية و مجموعات خاصة لدى أخرين في كل من :
الكويت- السعودية- قطر- الأردن- ايطاليا- بريطانيا- إيرلندا- كندا- قبرص- القاهرة – أمريكا .
الجوائــــز
شــهادة إمتيـــاز من كلية الفنون الجميلة بالقاهرة - 1971
جـــائــزة الشــراع الذهــبي ( معرض الفنانين العرب )- الكويت 1981
الجــائــزة الأولــى في الرســم (City Gallery) - كندا 1997
عدة ميداليات فضية و ذهبية - 1976 و 1980
عدة شــهادات تقــديرية ما بين- 1973 و 1990
الفنان التشكيلي/ عبد الهادي شلا
الميلاد : 20 نوفمبر 1948
المكان : حي الشجاعية بمدينة غزة بفلسطين
النشأة: في سن الثالثة كانت خطواتي الأولى إلى المدرسة ( الروضة ) بكلية غزة في مبناها القديم المجاور لمدرسة هاشم بن عبد مناف التي أكملت فيها دراسة المرحلة الإبتدائية والتي فيها بدأ إهتمام مدرس الرسم الأستاذ / منير ساق الله بموهبتي في الرسم التي لفتت إنتباهه رغم صغر سني ، والذي أتاح لي فرصة الإلتحاق بجماعة الرسم بالمدرسة و كنت أصغرهم سنا ،وما زلت اذكر أول لوحة رسمتها بالألوان المائية على وقطعة ورق كبيرة جدا بالنسبة لي في تلك السن وأذكر أن موضوعها كان معبرا عن ثورة الجزائر وبالذات عن المناضلة / جميلة بوحريد التي كانت مثالا للمناضلة العربية وبالطبع فإن الوضع الفلسطيني العام لم يكن مختلفا عنه في الجزائر إذ أن الموضوعات التي كانت تعبر عن حالات البؤس والتشرد والظلم الواقع على الشعب الفلسطيني كانت هي العلامة المميزة للموضوعات الفنية في مناهج الدراسة ، إذ لم تكن الحركة التشكيلية الفلسطينية بهذا الحجم ولم تكن بهذه الغزارة في الإنتاج.
أفادني أيضا أن أخي الأكبر كانت له ميول فنية في الرسم وكنت أحب تقليد ما يقوم برسمه وأنا في هذه السن،وكذلك كان لتوفر الصحف والمجلات المصرية التي كان والدي يداوم على قرأتها وما تحويه من رسومات لفنانين أمثال الفنان ( بيكار و جمال قطب وغيرهم ) أثر في تنمية موهبتي إذ كنت أعيد رسم هذه الرسومات وتلوينها بالألوان المائية التي كان والدي يوفرها لي ويشجعني ويعدني بأنه سيرسلني لإستكمال دراستي العليا في كليات الفنون الإيطالية مما شجعني على الإستمرار في تنمية موهبتي.
بعد إتمام المرحلة الإبتدائية ،إنتقلت إلى مدرسة اليرموك بحي الرمال والتي منها إنتقلت إلى مدرسة فلسطين الثانوية والتي فيها أتيحت لي الفرصة الأكبر لإبراز قدراتي في الرسم،وكان من حظي أن مدرسي الرسم من الأساتذة المصريين من الفنانين الأكفاء الذين أتاحوا لي ولزملائي التعرف على الرسم من خلال الموديل ودراسته بالشكل الفني الصحيح مما زاد من قدراتي ،وكذلك أتاحوا لي أول فرصة للرسم بالألوان الزيتية وأذكر أن أول لوحة رسمتها كانت تحمل عنوان ( من اليمن إلى فلسطين ) وكان أستاذ الرسم ( نور الدين عابد ) قد إختار هذا العنوان للوحتي والتي اتبعتها بلوحة أخرى أسميتها ( طريق النصر ) وقد تم تثبتها فوق الباب الرئيسي لمسرح مدرسة فلسطين منذ العام 1964 حتى العام 1967 حيث أخبرني زميل أن القوات الإسرائيلية حين إحتلت قطاع غزة في ذلك العام قد نسفتها هي واللوحة ألأخرى .
وفي العام 1965 سافرت مع أسرتي للإلتحاق بوالدي الذي كان يعمل في دولة الكويت ،حيث حصلت على شهادة الثانوية العامة من مدرسة ( كيفان الثانوية )في العام 1966 ، وهو نفس العام الذي إلتحقت فيه للدراسة بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة..... كانت فرصتي عظيمة حيث تتلمذت على أيدي رواد الحركة التشكيلية المصرية بتنوع أساليبهم وثقافاتهم الفنية أمثال الفنان حسني البناني وعبد العزيز درويش وعز الدين حمودة وحامد ندا وممدوح عمار وغيرهم من الجيل التالي مما وسع أمامي مجال الرؤية الفنية والتحصيل من الخبرات المتنوعة الأمر الذي جعلني متميزا بين زملائي بشخصية فنية بدأت تتبلور ملامحها ، وكنت أميل إلى المدرسة التأثيرية خلال سنوات الدراسة بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة ومعجبا بلوحات الفنان العالمي فان جوخ،إلا أنني كنت أجرب رسم لوحات بالأساليب الحديثة مما جعلني مقتنعا بأنها مدارس فنية ذات جذور ومفاهين عميقة الأمر الذي ساعدني بعد التخرج بسنوات أن أحقق لنفسي أسلوبا فنيا وجعلني أنظر لكل مرحلة على أنها بحث فني مستقل ضمن التجربة الشاملة.
في العام 1971 حصلت على درجة البكالوريوس من كلية الفنون الجميلة بالقاهرة( قسم تصوير ) .
بعدها عدت للإقامة في الكويت وعملت بوزارة التربية مدرسا للرسم، في الوقت الذي أنشأت فيه أول مرسم لي مارست فيه الرسم وإنطلقت منه لإقامة المعارض الشخصية و المشاركة في المعارض الجماعية التي كانت بداية للحركة التشكيلية الكويتية حيث قويت علاقتي بالفنانين الكويتيين والفنانين العرب المقيمين والزائرين الذين ساهموا في تنشيط الحركة التشكيلية هناك مع الجيل الأول من الفنانين الكويتيين العائدين من البعثات الدراسيةأمثال الفنان عيسى صقر وسامي محمد وخزعل عوض وعبد الله سالم ومحمود الرضوان وصبيحة بشارة و نسرين عبد الله وموضي الحجي و شيخة سنان وسعاد العيسى وغيرهم .
إنطلاقتي الفنية الحقيقية كانت من معارضي الشخصية في الكويت ومشاركاتي في معارض التشكيليين العرب خارجها ، ومن خلال مساهماتي في أنشطة الإتحاد العام للفنانين التشكيليين الفلسطينيين ومعارضه في العديد من البلدان العربية والأجنبية .التي وطدت علاقتي بكثير من الفنانين العرب .
في العام 1992 كنت واحدا من فريق العمل الذي أعاد بشكل جديد صياغة مجلة الكويت التابعة لوزارة الإعلام الكويتية بعد التحرير فقمت بتصميم جميع ترويسات الأبواب ورساما فيها إلى العام 1995 .
وفي نفس الوقت عملت رساما ( للبورتريه) في مجلة ( علوم وتكنولوجيا ) التابعة لمعهد الكويت للأبحاث العلمية .
في العام 1995 هاجرت مع أسرتي وأبنائي إلى كندا حيث حصلت على الجنسية الكندية ،ومنذ أن وطأت قدمي ارض تلك البلاد بدأت مشوارا فنيا آخر ، له طبيعة مختلفة وقاسية إلا أنني إستطعت أن أجد لي مكانا مناسبا بين الفنانين بعد ان أقمت عدة معارض شخصية وشاركت في العديد من المعارض الجماعية ( خمسة معارض شخصية ) وأصبحت متفرغا للعمل الفني .
و في العام 1997 قمت مع مجموعة من الأصدقاء بتأسيس جريدة( بيسان) كنشاط من انشطة (الجمعية الفلسطينية الكندية التي كنت أحد أعضاء هيئتها الإدارية) وكنت ارسم (الكاريكاتير) وأمارس الكتابة فيها.
وفي العام 2000 كنت احد المؤسسين لجريدة عربية أخرى هي ( الفجر العربي) التي قمت بإخراج جميع أعدادها وكنت أرسم فيها(الكاريكاتير) ولي عمود يحمل عنوان ( إشراقة) . وفي نفس الوقت كنت أكتب الموضوعات الفنية وفلسفاتها والتعليق على المعارض الفنية لبعض المجلات والجرائد العربية .
في كندا ، توجهت إلى استخدام برامج ( الكمبيوتر) في عمل التصميمات الفنية بالدراسة في معهد ( Academy of Learning ) .وكذلك حصلت على دورات في برامج أخرى من مراكز التأهيل الحكومية مما أفادني كثيرا في سرعة تنفيذ التصميمات الفنية, كتصميم الشعارات والبوسترات والإخراج الصحفي وغيرها بالتقنيات حديثة .
وفي شهر ديسمبر منعام 2004 قمت بتأسيس (( مركز شلا للفنون )) وفي نفس الشهر صدر عن المركز العدد الأول من (( جريدة الصراحة )) وهي شهرية - فنية- ثقافية- مصورة- شاملة- إعلانية ، ومازالت تصدر حتى الآن حيث يكتب فيها مجموعة من الأدباء العرب وهي تصدر بمدينة لندن / أونتاريو بكندا . وبها موقع ينمو بسرعة www.alsaraha.com .
خلال هذهالسنوات زاد نشاطي بشكل كبير حيث بدأت الكتابة تحتل حيزا كبيرا من وقتي في الشعر والقصة القصيرة والكتابات الأدبية وفي السياسة.
شجعني على المضي فيها ما وصلني من أصدقائي الأدباء واهتمامهم بما كتبت بل والبعض منهم قد أفرد مساحات لتحليلة مما جعلني مطمئنا أنني أسير بخط متواز مع إحتراقي للقن التشكيلي مع إصراري على أن يكون ما أكتبع لا يقل قيمة عن ما أرسمه حتى تكتمل صورة عطائي بتوافق وتوازن.
ولعل توجهي لرسم الكاريكاتير مع بداية عملي في الصحافة في كندا قد منحي الفرصة كي أشارك برأيي في القضايا اليومية بشكل أكثر سرعة وإيجازا وقيمة (1997) تقريبا.
أؤمن على ان المبدع عليه أن يستغل كل إمكانياته حتى ولو كانت في عدة مجالات ولكن بشرط أن تكون على قيمة رفيعة ومفيدة للمتلقي لأن الرسالة الثقافية أمانة ومسؤولية.
---------------------------------------------------------------------------------
· هناك المزيد في محرك البحث جوجل مما كتبه آخرون عن نشاطاتي وما نشرته في الكثير من المواقع والجرائد والمجلات
Email:shalaarts.com
--------------------------------------------------------------------------------------------
مراحل فنية
كنت من أصحاب الحظ القلائل الذين تتلمذوا على أيديمجموعة من رواد الفن التشكيلي العربي في مصر باختلاف مدارسهم و ثقافاتهم الفنية ، إذ أن هذا التنوع قد أفاد طموحي في التعلم والتعرف على عالم الفن التشكيلي من خلال هذه الخبرات الفريدة ومن أبرز هؤلاء الفنانين الذين تعلمت على أيديهم :
حسني البناني - عبد العزيز درويش - حامد ندا - عز الدين حمودة - ممدوح عمار..
و من الجيل الثاني :
الفنانين صبري منصور - محمد رياض - كمال السراج ..وغيرهم
وفي فترة الدراسة في كلية الفنون الجميلة بالقاهرة شاركت في معارض جماعية مابين العام 1966 والعام 1971
وكان أهمها :
معرض الكرامة – بقاعة أخناتون عام 1969
وكذلك معرض الخريجين من نفس العام 1969 الذي افتتحه وزير الثقافة الدكتور ثروت عكاشة في قاعة الفنون الجميلة بباب اللوق بالقاهرة وقد شارك فيه 95 فنانا منهم 84 فنانا مصريا و11 فنانا فلسطينيا كما جاء في جريدة الأهرام المصرية في عددها الصادر بتاريخ 10/7/1969 تحت عنوان (( فلسطين في عيون 95 فنانا )) ، والفنانين الفلسطينيين هم :
( مصطفى الحلاج – ابتسام السراج- خضر عبد اللطيف – رباب نمر – صالح أبو شندي – صبحي مراد – عبد الهادي شلا – فاروق هويدي – مطر شموط – فاروق شموط - نصر عبد العزيز ) .
في المرتمر العالمي للفنون-بغداد 1988 (عبد الهادي شلا- أحمد نبيل-جمال غربية-ممدوح عمار)
عبد الهادي شلا-اسماعيل شموط- فوكوما رئيس فناني ألمانيا الديمقراطية و فنان آخر محمود الرضوان رئيس الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية في مرسم شلا
عبد الهادي شلا-اسماعيل شموط-عبد الله جوهر (عميد كلية الفنون الجميلة بالقاهرة) في معرض شلا 1974
في مرسم الفنان العراقي الكبير ( محمد غني)-بغداد 1985
المراحل الفنية كما وضحها الفنان و في آراء النقاد و الصحف والمجلات
التعبيرية الرمزية 1977 – 1973
1973 - أول معرض شخصي أفتتح بالقاعة الوطنية بمدينة طرابلس بالجماهيرية الليبية وضم 42 لوحة كان العنصر الإنساني ومعاناته هي أساس البحث الفني في تحويرات قاسية للشكل بما يتفق مع هدف المعرض وهو التعبير عن معاناة الإنسان من خلال الإحساس بالإضطهاد والظلم الواقع على الشعب الفلسطيني ،وقد كان أثر إسقاطات الضوء على العناصر متوافقا مع الرموز الأخرى والتعبيرات في الوجوه البشرية لإستكمال المعنى .
1974- المعرض الشخصي الثاني والذي افتتح بقاعة المرسم الحر بالكويت ، وقد كتبت عنه ( مجلة الأيام ) الكويتية في عددها 140 بتاريخ 2/1974 / 28 تحت عنوان ( المأساة تختلط بالأمل عبر لوحات الفنان عبد الهادي ) :
في معرضه الذي ضم 34 لوحة إمتزج الأمل مع مأساة النكبة ، وكشر الموت عن أنيابه ، فتغيرت الأشياء وقلبت المثل ، وتحولت الإبتسامة على الشفاه إلى ما يشبه العزاء بعد الموت .
إن اختيار الفنان للمواضيع الأشد مأساوية ( الموت ) وربطه بقضية فلسطين ، وقلق الشباب ..كان ضربة موفقة .
1975- قال أستاذي الفنان التشكيلي المصري الراحل حامد ندا : (( إن ما أراه في أعمال عبد الهادي شلا الفنية جعلني أتفاءل بمستقبله ، ذلك أنه حين أراد أن يصوغ تكويناته من حيث الشكل أو التصميم كانت له رؤيا خاصة به ..يقترب كثيرا من الروح الشرقية ، وخاصة ما يتميز به الشرق العربي ، وله قدرة ذكية على تكوين سطوحه بألوان تميزت بشفافية تثير الإنتباه ، وهو أحيانا يقترب بشخوصه من الأداء الكلاسيكي في تعبيرية متآلفة يحيطها سكون أبدي أو متحورة من أشكال تجريدية في تراكيب تآلفت ، وهو دائم البحث عن عالم قلق ، ولكنه ظافرا متفائلا رغم ميتافيزيقيته..هذا هو تصوري). وفي نفس العام 1975 قال الناقد المصري كمال الجويلي : (( رؤية درامية متكاملة ، تستقطب عناصر الحس التراجيدي بالواقع في رؤيته الشاملة ..إرتباط عضوي بين الشكل – الأسلوب – والمحتوى ..يعطي تكاملا للعمل الفني ويعمق دوره .. يجتذب ويستفز المتلقي بتحريك مشاعره وأفكاره معا .. وجد الفنان مساره وخيوط الإتصال بين ذاته وذات المتلقي..وأمامه على مدى لا ينتهي مجالات تعميق هذا المسار )) .
1977 -المعرض الشخصي الثالث بقاعة المرسم الحر بالكويت كان علامة فارقة في مسيرتي الفنية وقد كان إهداء هذا المعرض ( إلى وطن..هو وطني . إلى صديق ..هو شهيد . إلى إمرأة ..هي ..؟ )
وإن ما كتبته جريدة ( السياسة ) الكويتية بقلم الفنان / إياد الموسوي في العدد 3131 بتاريخ 20 /3 / 1977 قد يكون الأقرب علي إبراز مميزات هذا المعرض :
( قدم عبد الهادي المعرض هدية إلى وطنه ..والشهيد والمرأة(هي) ، إحتوى على 31 لوحة كانت أغلبها أعمال زيتية ..وبعض تجارب بالألوان المائية وتخطيطات بالفحم والرصاص .
إن شلا يلعب بمهارة وحس عال باللون وفي تسخيره لبناء التعبير المستنبط .. وتكويناته ينطلق في معالجتها بأسلوب واحد ..وبخطوط واحدة .. كما تقترب ملامح شخوصه من ملامح وجهه ..إن خطوطه تعكس إضطرابا وتشنجا ورفضا في أحيان أخرى ، وتكويناته صلبة – متصلبة – تعكس الصمود بطريقة لا يحسها ..وتنتظم شخوصه على مساحة اللون بترتيب موضوعي ..فهو يركز على الموضوع مما يكسبه أحيانا التواصل الفني .. أو الإكتشاف .
إن عيون في أعمال شلا ترمق الناظرين إليها ..وكأنها تقول شيئا .. بل أشياء ، وتكثر تكوينات النساء الحوامل في أعماله وفوقها القرص الشمسي الذي يتلون ويتشكل بطرق مختلفة ..كأنما يدل على الأمل والصمود ..وله أعمال تحكي قصة الكفاح والصراع..إن فلسطين تعيش في كل لوحاته ..والحنين إليها يعشعش في ألوانه وطقوسه .
المرحلة البيضاء الأولى
1978- 1983
المعرض الشخصي الرابع ( يناير 1980 ) والذي افتتح بقاعة الفنون بضاحية عبد الله السالم بالكويت .. كان في مجمله خلاصة تجربتي الفنان برموز جديدة ذات معان عالية تعبر عن الواقع العربي في تلك الفترة ، فقد برز بقوة عنصر( لحصان الخشبي)..إنه الوسيلة المعطلة الخصائص ..على نفس الإحساس بقيمة الضوء الساقط على الأشكال وبتأكيد دور اللون الأبيض قيمة ذات دلالة ومعنى ، وقد جاء في ملاحظة لي وزعتها في افتتاح هذا المعرض :
(( أردت في هذا المعرض أن أؤكد دور الفنان الملتزم تجاه مجتمعه وتجاه المواقف التشكيلية المتعددة المذاهب .. وحيث أن هذا المعرض من المرحلة ( البيضاء) لأعمالي ، فقد حرصت أن يكون عطائي الفني مكملا لمواقفي .
إن المتتبع لمعارضي السابقة لابد أن لاحظ الإنتقال بخصائص العناصر ومميزات اللون من المرحلة الأولى التي كان التعبير بها يكاد يكون واقعيا من خلال العطاء التعبيري المذهب ..
ولقد كانت العناصر في المرحلة الأولى ذات خاصية مباشرة مستمدة من واقع وتجربة عامة وخاصة .
ولئن كان هذا المعرض هو نتيجة.. بل خلاصة المرحلة الأولى إلا أنه يتميز عما كان بتغيير يكاد يكون كاملا لخصائص العناصر التشكيلية أو القيم اللونية من خلال رمز ( الحصان الخشبي .. وهو رمز الوسيلة المعطلة الخصائص) بل حرصت على أن ما يقدم لجمهور الفن التشكيلي وللزملاء الفنانين التشكيليين ، ذو تأكيد في الإتجاه الأقرب من الثقافة التشكيلية للجمهور وفي إتجاه تأكيد القيم التشكيلية المتطورة .
وهنا ..أسجل أن الفنان التشكيلي ملتزم بقضيتين :
أولاهما : الواجب القومي تجاه مجتمعه وتقديم امكاناته الفنية لخدمته .
وثانيهما : تأكيد الدور الحضاري للفنان وإظهار أن العمل الفني ليس إعلانا تجاريا ينتهي مفعوله بإنتهاء مرحلته الزمنية ..بل هو كيان فني يحقق غرضا جماهيريا وقتيا وكذلك يٌحفظ تراثا تتابعه الأجيال دراسة وتطويرا ..ومن هنا يكون الإلتزام تجاه المجتمع وتجاه الفن .
لقد كان الإنتقال من المرحلة الأولى في الفترة ( 1973 – 1977) ضرورة من ضرورات الإلتزام بشقيه نحو الصعود إلى تحقيق قيم تشكيلية معاصرة تستمد قيمتها من المواقف المتعددة التي تحدد مسارات مجتمعنا .
كما أنني أود أن أؤكد أن هذا الإنتقال إنما تخلله تجربة خاصة ( تجربة أتيليه ) قمت بها وأنتجت فيها مجموعة خاصة من الأعمال الفنية في دراسة حول السجاد البدوي ( السدو ) وتطويع عناصره الزخرفية والإستفادة منها في خلق عمل فني تشكيلي .. كان من نتيجة تغيير طبيعة اللون أن حصلت على قيمة جديدة ظهرت في بعض مساهماتي بالمعارض الجماعية إلا أنها خلقت أنصارا كما أنها خلقت مجموعة لم تدرك قصد التجربة فكان لها موقفا متحفظا .
وفي هذا المعرض فإنني أطرح خلاصة التجربة وهي امتداد للمرحلة الأولى( 1973-1977 ) كما ذكرت مستفيدا من نتيجة التجربة الخاصة حول السجاد البدوي ( السدو ) لأسجل أن الإنتقال بالمراحل التشكيلية من ضرورياته المرور بدراسات جادة حول طبيعة العناصر وتطويرها بما يتفق مع الرؤية الجديدة التي يخلقها في الغالب واقع جديد حتى يكون العمل متميزا بمرحلة خاصة .
وهنا أرجو أن أكون قد وفقت في إعطاء لمحة بسيطة تفسر التطور في العمل ،وفي عرض مجموعة من الأعمال ذات الأثر الفني بها أؤكد دور الفنان الملتزم تجاه مجتمعه وفنه .
وفي النهاية أقول : إن الفنان من يستجمع إدراكاته وقواه الحسية في مواجهة ذاته لخلق عمل فني ..يعينه على تحقيقه ذكاؤه وقدراته وخبراته ..ذلك أيضا أن الفنان مجموعة من التناقضات الضرورية المتصارعة لخلق توازن نحتاجه نحن )).
وما كتبته الصحف والمجلات عن تطور وتفاصيل هذه المرحلة يعطينا فكرة أكثر شمولية :
*جاء في مجلة الفنون – الكويتية ( العدد/ 416 بتاريخ 27 / 1 / 1980 ) وبقلم الفنان / عبد رب الرسول سلمان ( حاليا رئيس الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية) :
( عبد الهادي شلا يحاول أن يدمج الحياة في لوحاته ..يحاول أن يظهرها خصبة ومحتوية على نفس القوة المؤثرة ونفس الجمال المتألق الذي نجده في الحياة ..إنه يحمل في أحشائه حبا كبيرا للفن ، وللحياة ، وللأرض ، هذا الحب قادر على إثارته ، ومعاونته في بحثه الدائب عن الحقيقة ..وعن التحليل العميق الذي يصاحب ولادة كل لوحة من لوحاته ..فالألوان الزرقاء والرمادية التي تتخلل المساحات البيضاء على سطحها تعكس هذا الحب .
إن عبد الهادي شلا يتعامل مع لغة متكاملةناتجة عن إندماج علاقات الخط والشكل واللون إندماجا متبلورا في وحدة متسقة يحاول أن يهضم العالم الخارجي داخل ذاته ، حتى يصبح موضوع رسمه جزءا من كيانه ، ويستحوذ على هذا الموضوع داخل ذاته ، فيعكسها على اللوحة بابتكاره الذاتي ...فالمرأة والحصان ( الحصان الخشبي ) هما المركز الذي يحاول شلا أن يكررهما في كل لوحةمن لوحاته ، وفي كل مرة يستخلص منهما شكلا جديدا ، فهو يزود نفسه داخليا بثروة من كل الأشكال التي يسيطر عليها ليستغلهافي كل لوحة بإيقاع جديد..يحاول شلا أن يزيل التفاصيل من على شخوصه ليعطي الإحساس الذي يريده ..إن الألوان والخطوط تعتبر عند الفنان قوى..فهو يحاول أن يلعب بهذه القوى ليحقق التوازن ) .
• وجاء في مجلة الرسالة ( العدد/ 874 بتاريخ 3/2/ 1980 ) بقلم/ حمود الحويجة :
((( يخيل للرائي حينما يشاهد لوحات عبد الهادي بأنه يستعرض الشخوص ، يحاكيهم ، ينتقل إلى عالمهم ، عالم فلسطين وشعب فلسطين ، فدائي يحمل السلاح ويلتفع الكوفية يقتحم الليل والأسوار ، يقارع الديجور، يصرخ في وجهه يجبره على الرحيل ، أليس الفن تجسيدا لحركة الشعوب ومسيرتها الفاعلة عبر التاريخ ..وهذا شلا يؤكد هذه المقولة ويبين حركة شعب فلسطين وكل الشعوب المقهورة المستضعفة ، المسلوبة الإرادة و الأرض ، فحين يرسم يؤكد أن العطاء كلما كان قوميا خاصا ، كلما استطاع صاحب العمل أن يكون إنسانيا بمعنى كلما تفهم قضيته وأعطى من أجلها كلما زاد عطاؤه للأخرين..فهو في هذا المعرض ملتزم بقضيته بالدرجة الأولى ..وبفنه في الدرجة الثانية ..وبالمواقف التشكيلية المتعددة المذاهب ..ولعل الجديد في هذا المعرض ترسيخه للون الأبيض ومقدرته على إستعماله ، فاللون الأبيض غير مستعمل أو غير لون بالمفهوم العام ، ولكن عبد الهادي يطرحه في معرضه لونا قائما بحد ذاته ، وقد يكون الفنان الوحيد الذي استطاع أن يجسد هذا اللون ويكون له عالمه بين الألوان ))).
• جريدة الوطن الكويتية – بتاريخ 23/1/1980 ..كتب وليد أبو بكر :
((( من الواضح أن وعي الفنان لما يقدمه ، شكلا ، وموضوعا ، يقف وراء جميع الأعمال التي تخلو تماما من العفوية ويظهر فيها القصد الفني ، والقصد الإجتماعي أيضا ..مما يؤكد أن هذا الفنان قد وصل إلى صيغة فنية خاصة ، تقدم الفن التشكيلي بجمالياته ، وتوظف هذا الفن في خدمة أهداف عامة ..وبذلك حقق معادلة الفن الملتزم ، التي تضمن لأعماله نجاحا كبيرا ))) .
و في نفس العام 1980 وبدعوة من وزارة الثقافة العراقية افتتح وزير الأعلام معرضا لهذه المرحلة البيضاء الأولى في قاعة الواسطي بالعاصمة العراقية بغداد ، وقد إقتنى متحف الفن الحديث خمس لوحات منه.
وإن أبرز ما يميز هذه التجربة يمكن الإستدلال عليه مما كتبته الصحف :
• جريدة الوطن الكويتية بتاريخ 3/11/1982 ..( الفنان الفلسطيني عبد الهادي شلا – يقدم في مجموعة المائيات هذه تجربة جديدة له يطرق فيها تجربة استخدام الحروف العربية وإمكانان تطويعها لتخدم البناء التشكيلي للوحة ولتحقق الحلول اللونية التي تتحقق معها جمالية العمل الفني ..
وقد اتخذ شلا من العبارات القرآنية مادة لتشكيلاته الحروفية محاولا ربط هذه الآيات بجو اللوحة ..لكنه نجح في تحقيق هدف أهم من الهدف الأدبي أو المعنى اللغوي للكلمات إذ أنه نجح في تحقيق تشكيلات لونية وخطية مفعمة بالجمالية وهي تشير بوضوح إلى أسلوب شلا وخطوطه في لوحاته الزيتية التي تستحضر الشكل البشري كوحدة بناء أساسية في اللوحة وكمحور موضوعي و شكلي في اللوحة .
وتجربة شلا الخطية اللونية هذه تعكس مدى المرونة التكنيكية التي يمتلكها الفنان وهي كذلك إشارة إلى اجتهاده ومواصلته في الرسم ...، و برغم أن الشكل الحروفي يظهر بجلاء في اللوحة ، لكن الشكل العام يأخذ بأبعاده التجريدية المستقلة ومن هذه الزاوية فإن شلا يضيف سمات أسلوبه العامة ويقدم حلوله التشكيلية واللونية ضمن إطار جديد ) .
• جريدة الأنباء الكويتية بتاريخ 19/11/1982 ..( قدم لنا الفنان عبد الهادي شلا حلا جديدا – في حدود إمكانية الفرشاة واللوحة – تناول الخط العربي بالفك والتركيب، إحتفظ بطابعه اللوني المميز ..المساحة البيضاء الواسعة تحيط بالتكوين الخطي ..الألوان الأصلية النقية يشترك معها اللونان الأثيران في الفن الإسلامي ..الفضي والذهبي . ضاعت الحروف وسط التكوين بصورتها التقليدية ، ولكنها بقيت كتكوين لوني يحدث المشاهد في يسر عن قوة انتسابه إلى الأصل ..هذه التجارب من الفنان شلا وغيرها بما يلحقها من تركيب جديد ، ولون صريح وضوء نقي تعيد إلى المزاج العام توازنه بين التشكيل والتقديس ، فلا ينصرف التقديس عن التذوق الفني ، ولا يبتعد التذوق الفني عن التقديس ) .
المرحلة البيضاء الثانية
1983- 1987
اللوحة التي بشرت بالانتفاضة الأولى وقد شرفت بذلك أنني رسمتها في العام 1983 أي قبل الانتفاضة الأولى 1987 فكنت أول من بشر بها
في هذه الفترة وقعت أحداث مذبحة ( صبرا وشاتيلا-1982) وقد رسمت لوحتين كبيرتين حول هذا الحدث الرهيب ..اللوحة الأولى تعبر عن الحدث ساعة وقوعه وحملت نفس الإسم ( صبرا ..شاتيلا 82) واللوحة ألأخرى عبرت عن الحدث بعد إنتهاء المذبحة وحملت اسم ( المذبحة ) ..وأتبعها بمجموعة من اللوحات رسمت بالحبر الشيني حملت اسم ( العائدون من صبرا ) وغيرها من اللوحات .
ومن أهم أعمال هذه المرحلة أنني في العام 1982 رسمت مجموعة من اللوحات (حملت إسم : إنسان الأرض ) كنت بها أول من تنبأ بثورة الحجر ( الإنتفاضة الفلسطينية الأولى التي انطلقت في العام 1987 ) أي قبل إنطلاقة الإنتفاضة بخمس سنوات فشرفت بأنني أول فنان يعبر بريشته عن هذه الإنتفاضة العظيمة .
المرحلة التجريدية
( بحث في الوحدات التراثية الفلسطينية)
1987 – ....لإنتقال إلى هذه المرحلة كان التمهيد له واضحا في استخدام تلك الرموز التراثية الفلسطينية وبترددها في كثير من أعمال المرحلة البيضاء الثانية على وجه الخصوص ، وفي تلك المساحات البيضاء الواسعة التي تشكل أجزاء محسوبة في إيقاع اللوحة ، و بالعودة إلى التجربة الخاصة حول مفردات السجاد البدوي ( السدو ) في الفترة الواقعة بين 1973 و 1977 لوجدنا هذه التلميحات تأخذنا نحو التجريد الكامل مع كل تطور مرحلي لذلك حين تم الإنتقال بصورته الطبيعية كانت عناصر التراث أكثر هذه العناصر المرشحة لتحقيق الرؤية الفنية الجديدة ، وقد أعتمدت الإيقاع الموسيقي أساسا في تناغم وتوزيع الوحدات الزخرفية المستمدة من الملابس التقليدية الفلسطينية بداية ، ثم تطورها إلى الزخارف والوحدات الشرقية عامة برؤية تخرج الشكل عن أصله وتعيد صياغته بالشكل المتطور من منظور اللوحة الفنية وقواعدها ولهذا فمن المفيد قراءة المنهج الذي أعتمدته وبنيت عليه رؤيتي لهذه المرحلة التجريدية وقد كتبته في ( كتالوج ) أول معرض أقيم لهذة المرحلة وذلك في قاعة ( الإيوان ) بالكويت بتاريخ 5/12/1987 والذي جاء فيه :
((هل لنا أن تخيل حياة بلا موسيقى ؟!!
وهل تسمو الأرواح محلقة في علياء الخيال لدى الفنان باحثة عن إشراقات هي ضرورية لمقومات الحياة دون أن تكون قد اخذت لها إيقاع مناسب من الحياة ؟
وكيف لنا ان نكون قادرين على الإسترخاء جسديا و التركيز ذهنيا دون أن نستمع إلى صوت دافئ أو غناء شجي يثير فينا حسا عميقا بالإحتواء ؟!!
..إن الله قد منح الطبيعة هيئتها الجميلة ، وما بها من أصوات حكمت قدرته قوانينها ونواميسها لأغراض كثيرة ..وإننا نفترض أن هذه الأصوات والأشكال قد أخذت تباينها لعمل توازن كوني معين يعادل الهدوء التام الذي يمكن أن يكون لو أن المخلوقات جميعها كانت بلا أصوات ولا همهمات .
وإن كان ما في الطبيعة من فوضى الأصوات والأشكال وعدم التنسيق بين الكائنات لإحداث النغمة النهائية للطبيعة..إن كان لها صفة الفطرة ..فإن القدرة الإلهية قد نسقتها ووضعت أوزانها لتخدم الأغراض الحياتية .
فالفنان الذي يصنع لنا توازننا الداخلي بأعماله وإبداعاته إنما يعيد صياغة عطاء من عطاءات الطبيعة ، ويعيد تنسيقها ويعادل أوزانها ويدمجها برقي في الصياغة لتحدث التنسيق والتوازن المطلوب .
ومع تطور الإنسانية واستيعاب الإنسان وفهمه لكثير من أسرار الطبيعة واستمتاعه بإيقاعاتها ..أصبح قادرا على تكييف نفسه بالإستمتاع بصوت أو بشكل بما يتوافق مع إيقاعه الداخلي لتصبح الطبيعة أو يصبح هو جزء كل من الآخر ، وبالتالي يصبح قادرا على التعامل مع العمل الفني ذو الصياغة الجديدة .
إن ما أريد أن أقدمه في هذه الأعمال التي أطلقت عليها ( مقطوعات موسيقية ) هو تجديد خواص الحواس وتنمية قدراتها ، والذي يأتي من تأمل لقدرة الخالق في إحداث التوازنات الضرورية في الطبيعة.
..هل لنا ان نرى الموسيقى ؟!!
إن استطعنا أن نصل إلى أعلى درجات الرقي الحسي والسيطرة العالية على المشاعر في التواصل مع ذاتنا المتمتعة بالطبيعة وما بها من أصوات ذات نغمات ، فإن هذا سيمهد لنا طريق الوصول إلى الحالة الواجب أن نكون عليها ليتم الإنسجام مع كل مقطوعة مرسومة.
ومن معرفتنا أن لكل حاسة وظيفة وخاصية ليست للأخرى ، إلا أن هناك رابط وثيق بين حواس الإنسان قد لا تنفصل كل عن الأخرى في لحظة ما ، لذا فحين نرى عملا فنيا فإن العين أول الحواس إدراكا لما فيه ..منبهة ..باقي الحواس كل بدرجة معينة في الإستجابة لما أحدثه العمل في الوجدان والعقل .
وبعدها تبدأ عملية تنظيمية داخلية ، إلا أنني لا ألغي دور الحس والعقل في عمل التوازن فيما أريد به استبدال خاصية إحدى الحواس بخاصية أخرى ، وإن استطعت أن أحقق الصياغة بين العين والأذن وهما الحاستان اللاتي عليها التركيز في هذه الحالة ..فإن المتلقي – بطبيعة الحال – يستطيع أن يحقق ذلك بمجهوده وقدرته الذاتية على استحضار الأسس التي أبني عليها مقطوعاتي التشكيلية .
إننا نرى صياغة الطبيعة واختزالاتها البديعة في تلك الرموز الفلسطينية التي تتحلى بها الملابس الكثيرة التنوع ، وفي تلك الأهازيج ، وهذا التراث الحضاري الهائل والذي تعاملت معه في أعمالي السابقة برفق وتلميح .
إن تجربتي هذه مع التجريد لهي امتداد لما قدمته من أعمال كان العنصر الإنساني أساسا لها وكانت الرمزية ميزة أخرى لاحظ فيها المتتبع أنني في كل مرة كنت أطمح إلى تحقيق مستوى أكثر اقترابا وتعاملا مع الحياة .
وإن استخدامي للرموز الفلسطينية في هذه الأعمال لم يكن من باب الصدفة ، وإنما نجد المؤشر لها في استخدامها في أعمالي السابقة كعامل مكمل ، وأننا أمام تجربة اتضح فيها تسلسل استخدامات الرمز مضافا إليه صفة الحاضر المستوحى من الماضي المبصر لمستقبل رموز أكثر مرونة في إبراز العناصر الأساسية للحركة التشكيلية )) .
*اقمت العديد من المعارض والمشاركات وطورت في هذه المرحلة الكثير حتى الآن وكان آخر المعارض الشخصية في العام 2010 في كندا.
الحركة والجمال 1997
المتتبع لمسيرتي الفنان يرى أنني أتعامل مع مراحلي الفنية بصورة البحث الفني ، فكل مرحلة تأخذ هيكلية بحثية فنية بمواصفات المرحلة وتفردها ، وحين هاجرت إلى كنداكنت على وعي بطبيعة المكان وما يمكن أن يتبعه من أثره على نوعية إنتاجي وصورته الجديدة فكان من الصعوبة السيطرة على ثورتي الداخلية التي تأخذني نحو تحقيق الرؤية الفنية الشاملة والكاملة لتحقيق طموحاتي في المهجر ، فمع الإستمرار في المرحلته التجريدية والبحث في عناصر التراث ، كما ذكرنت ،فإنني عرجت على بحث آخر له مميزات وطبيعة مختلفة فكان ( العلاقة بين الحركة والجمال) هو اسم البحث الفني الذي رأيت أنه يحقق قيما فنية من واقع المهجر .
(Figure Skating ) والتي هي من مميزات المجتمع الكندي، فتحركت مشاعري الكامنة نحو العنصر الإنساني الذي طالما عبرت عن قضاياه ، إلا انني هنا أمام بحث فني خالص لقيمة إجتماعية أساسية في عالمي الجديد ... الحركات الرائعة المتوازنة والمحكمة بتوازن محسوب مع النغم الموسيقي القادم من البعيد في توافق وإقتدار من الراقص أو الراقصة على السطح الجليدي و علاقتها بالجو العام المحيط وما ينتج عنه من حركة في المكان ..هذه النقاط الأساسية التي إعتمدتها أساسا لبحثي ، وبدراستي العميقة لحركات الأجساد مع تخيل شكل الحركة المحيطة المنبثقة عن الحركة الأساسية للجسم السابح في الفراغ المشبع بالموسيقى .
وقد علقت المسؤولة العامة عن قاعة McIntosh Gallery التابعة لجامعة ( Western Ontario UWO) أعرق الجامعات الكندية عندما رأت مجموعة من أعمال هذه المرحلة :( إننا لم نر هذا الموضوع من قبل بهذا الطرح العالي..إنك تجعلنا كما لو اننا نرى فن رياضة الرقص على الجليد للمرة الأولى،رغم أنه من صميم مجتمعنا) .
خلال مسيرتي وتنقلي بين هذه البحوث الفنية( المراحل لفنية) كنت أعود في مرات كثيرة للطبيعة وأرسم موضوعات متنوعة كالمناظر الطبيعية أو الطبيعة الصامتةو موضوعات إجتماعية والتي في غالبها موضوعات تتعلق بالقضية الفلسطينية حيث أنني منذ بداياتي إلتزمت بالتعبير عن كل الحالات الإنسانية فيها .