الميلاد : 20 نوفمبر 1948
المكان : حي الشجاعية بمدينة غزة بفلسطين
النشأة: في سن الثالثة كانت خطواتي الأولى إلى المدرسة ( الروضة ) بكلية غزة في مبناها القديم المجاور لمدرسة هاشم بن عبد مناف التي أكملت فيها دراسة المرحلة الإبتدائية والتي فيها بدأ إهتمام مدرس الرسم الأستاذ / منير ساق الله بموهبتي في الرسم التي لفتت إنتباهه رغم صغر سني ، والذي أتاح لي فرصة الإلتحاق بجماعة الرسم بالمدرسة و كنت أصغرهم سنا ،وما زلت اذكر أول لوحة رسمتها بالألوان المائية على وقطعة ورق كبيرة جدا بالنسبة لي في تلك السن وأذكر أن موضوعها كان معبرا عن ثورة الجزائر وبالذات عن المناضلة / جميلة بوحريد التي كانت مثالا للمناضلة العربية وبالطبع فإن الوضع الفلسطيني العام لم يكن مختلفا عنه في الجزائر إذ أن الموضوعات التي كانت تعبر عن حالات البؤس والتشرد والظلم الواقع على الشعب الفلسطيني كانت هي العلامة المميزة للموضوعات الفنية في مناهج الدراسة ، إذ لم تكن الحركة التشكيلية الفلسطينية بهذا الحجم ولم تكن بهذه الغزارة في الإنتاج.
في العام 1971 حصلت على درجة البكالوريوس من كلية الفنون الجميلة بالقاهرة( قسم تصوير ) .
إنطلاقتي الفنية الحقيقية كانت من معارضي الشخصية في الكويت ومشاركاتي في معارض التشكيليين العرب خارجها ، ومن خلال مساهماتي في أنشطة الإتحاد العام للفنانين التشكيليين الفلسطينيين ومعارضه في العديد من البلدان العربية والأجنبية .التي وطدت علاقتي بكثير من الفنانين العرب .
و في العام 1997 قمت مع مجموعة من الأصدقاء بتأسيس جريدة( بيسان) كنشاط من انشطة (الجمعية الفلسطينية الكندية التي كنت أحد أعضاء هيئتها الإدارية) وكنت ارسم (الكاريكاتير) وأمارس الكتابة فيها.
حسني البناني - عبد العزيز درويش - حامد ندا - عز الدين حمودة - ممدوح عمار..
و من الجيل الثاني :
الفنانين صبري منصور - محمد رياض - كمال السراج ..وغيرهم
وفي فترة الدراسة في كلية الفنون الجميلة بالقاهرة شاركت في معارض جماعية مابين العام 1966 والعام 1971
وكان أهمها :
معرض الكرامة – بقاعة أخناتون عام 1969
( مصطفى الحلاج – ابتسام السراج- خضر عبد اللطيف – رباب نمر – صالح أبو شندي – صبحي مراد – عبد الهادي شلا – فاروق هويدي – مطر شموط – فاروق شموط - نصر عبد العزيز ) .
التعبيرية الرمزية 1977 – 1973
1974- المعرض الشخصي الثاني والذي افتتح بقاعة المرسم الحر بالكويت ، وقد كتبت عنه ( مجلة الأيام ) الكويتية في عددها 140 بتاريخ 2/1974 / 28 تحت عنوان ( المأساة تختلط بالأمل عبر لوحات الفنان عبد الهادي ) :
إن اختيار الفنان للمواضيع الأشد مأساوية ( الموت ) وربطه بقضية فلسطين ، وقلق الشباب ..كان ضربة موفقة .
1975- قال أستاذي الفنان التشكيلي المصري الراحل حامد ندا : (( إن ما أراه في أعمال عبد الهادي شلا الفنية جعلني أتفاءل بمستقبله ، ذلك أنه حين أراد أن يصوغ تكويناته من حيث الشكل أو التصميم كانت له رؤيا خاصة به ..يقترب كثيرا من الروح الشرقية ، وخاصة ما يتميز به الشرق العربي ، وله قدرة ذكية على تكوين سطوحه بألوان تميزت بشفافية تثير الإنتباه ، وهو أحيانا يقترب بشخوصه من الأداء الكلاسيكي في تعبيرية متآلفة يحيطها سكون أبدي أو متحورة من أشكال تجريدية في تراكيب تآلفت ، وهو دائم البحث عن عالم قلق ، ولكنه ظافرا متفائلا رغم ميتافيزيقيته..هذا هو تصوري). وفي نفس العام 1975 قال الناقد المصري كمال الجويلي : (( رؤية درامية متكاملة ، تستقطب عناصر الحس التراجيدي بالواقع في رؤيته الشاملة ..إرتباط عضوي بين الشكل – الأسلوب – والمحتوى ..يعطي تكاملا للعمل الفني ويعمق دوره .. يجتذب ويستفز المتلقي بتحريك مشاعره وأفكاره معا .. وجد الفنان مساره وخيوط الإتصال بين ذاته وذات المتلقي..وأمامه على مدى لا ينتهي مجالات تعميق هذا المسار )) .
1977 -المعرض الشخصي الثالث بقاعة المرسم الحر بالكويت كان علامة فارقة في مسيرتي الفنية وقد كان إهداء هذا المعرض ( إلى وطن..هو وطني . إلى صديق ..هو شهيد . إلى إمرأة ..هي ..؟ )
وإن ما كتبته جريدة ( السياسة ) الكويتية بقلم الفنان / إياد الموسوي في العدد 3131 بتاريخ 20 /3 / 1977 قد يكون الأقرب علي إبراز مميزات هذا المعرض :
( قدم عبد الهادي المعرض هدية إلى وطنه ..والشهيد والمرأة(هي) ، إحتوى على 31 لوحة كانت أغلبها أعمال زيتية ..وبعض تجارب بالألوان المائية وتخطيطات بالفحم والرصاص .
إن شلا يلعب بمهارة وحس عال باللون وفي تسخيره لبناء التعبير المستنبط .. وتكويناته ينطلق في معالجتها بأسلوب واحد ..وبخطوط واحدة .. كما تقترب ملامح شخوصه من ملامح وجهه ..إن خطوطه تعكس إضطرابا وتشنجا ورفضا في أحيان أخرى ، وتكويناته صلبة – متصلبة – تعكس الصمود بطريقة لا يحسها ..وتنتظم شخوصه على مساحة اللون بترتيب موضوعي ..فهو يركز على الموضوع مما يكسبه أحيانا التواصل الفني .. أو الإكتشاف .
إن عيون في أعمال شلا ترمق الناظرين إليها ..وكأنها تقول شيئا .. بل أشياء ، وتكثر تكوينات النساء الحوامل في أعماله وفوقها القرص الشمسي الذي يتلون ويتشكل بطرق مختلفة ..كأنما يدل على الأمل والصمود ..وله أعمال تحكي قصة الكفاح والصراع..إن فلسطين تعيش في كل لوحاته ..والحنين إليها يعشعش في ألوانه وطقوسه .
1978- 1983
المعرض الشخصي الرابع ( يناير 1980 ) والذي افتتح بقاعة الفنون بضاحية عبد الله السالم بالكويت .. كان في مجمله خلاصة تجربتي الفنان برموز جديدة ذات معان عالية تعبر عن الواقع العربي في تلك الفترة ، فقد برز بقوة عنصر( لحصان الخشبي)..إنه الوسيلة المعطلة الخصائص ..على نفس الإحساس بقيمة الضوء الساقط على الأشكال وبتأكيد دور اللون الأبيض قيمة ذات دلالة ومعنى ، وقد جاء في ملاحظة لي وزعتها في افتتاح هذا المعرض :
إن المتتبع لمعارضي السابقة لابد أن لاحظ الإنتقال بخصائص العناصر ومميزات اللون من المرحلة الأولى التي كان التعبير بها يكاد يكون واقعيا من خلال العطاء التعبيري المذهب ..
ولقد كانت العناصر في المرحلة الأولى ذات خاصية مباشرة مستمدة من واقع وتجربة عامة وخاصة .
ولئن كان هذا المعرض هو نتيجة.. بل خلاصة المرحلة الأولى إلا أنه يتميز عما كان بتغيير يكاد يكون كاملا لخصائص العناصر التشكيلية أو القيم اللونية من خلال رمز ( الحصان الخشبي .. وهو رمز الوسيلة المعطلة الخصائص) بل حرصت على أن ما يقدم لجمهور الفن التشكيلي وللزملاء الفنانين التشكيليين ، ذو تأكيد في الإتجاه الأقرب من الثقافة التشكيلية للجمهور وفي إتجاه تأكيد القيم التشكيلية المتطورة .
وهنا ..أسجل أن الفنان التشكيلي ملتزم بقضيتين :
أولاهما : الواجب القومي تجاه مجتمعه وتقديم امكاناته الفنية لخدمته .
وثانيهما : تأكيد الدور الحضاري للفنان وإظهار أن العمل الفني ليس إعلانا تجاريا ينتهي مفعوله بإنتهاء مرحلته الزمنية ..بل هو كيان فني يحقق غرضا جماهيريا وقتيا وكذلك يٌحفظ تراثا تتابعه الأجيال دراسة وتطويرا ..ومن هنا يكون الإلتزام تجاه المجتمع وتجاه الفن .
لقد كان الإنتقال من المرحلة الأولى في الفترة ( 1973 – 1977) ضرورة من ضرورات الإلتزام بشقيه نحو الصعود إلى تحقيق قيم تشكيلية معاصرة تستمد قيمتها من المواقف المتعددة التي تحدد مسارات مجتمعنا .
كما أنني أود أن أؤكد أن هذا الإنتقال إنما تخلله تجربة خاصة ( تجربة أتيليه ) قمت بها وأنتجت فيها مجموعة خاصة من الأعمال الفنية في دراسة حول السجاد البدوي ( السدو ) وتطويع عناصره الزخرفية والإستفادة منها في خلق عمل فني تشكيلي .. كان من نتيجة تغيير طبيعة اللون أن حصلت على قيمة جديدة ظهرت في بعض مساهماتي بالمعارض الجماعية إلا أنها خلقت أنصارا كما أنها خلقت مجموعة لم تدرك قصد التجربة فكان لها موقفا متحفظا .
وفي هذا المعرض فإنني أطرح خلاصة التجربة وهي امتداد للمرحلة الأولى( 1973-1977 ) كما ذكرت مستفيدا من نتيجة التجربة الخاصة حول السجاد البدوي ( السدو ) لأسجل أن الإنتقال بالمراحل التشكيلية من ضرورياته المرور بدراسات جادة حول طبيعة العناصر وتطويرها بما يتفق مع الرؤية الجديدة التي يخلقها في الغالب واقع جديد حتى يكون العمل متميزا بمرحلة خاصة .
وهنا أرجو أن أكون قد وفقت في إعطاء لمحة بسيطة تفسر التطور في العمل ،وفي عرض مجموعة من الأعمال ذات الأثر الفني بها أؤكد دور الفنان الملتزم تجاه مجتمعه وفنه .
وفي النهاية أقول : إن الفنان من يستجمع إدراكاته وقواه الحسية في مواجهة ذاته لخلق عمل فني ..يعينه على تحقيقه ذكاؤه وقدراته وخبراته ..ذلك أيضا أن الفنان مجموعة من التناقضات الضرورية المتصارعة لخلق توازن نحتاجه نحن )).
وما كتبته الصحف والمجلات عن تطور وتفاصيل هذه المرحلة يعطينا فكرة أكثر شمولية :
( عبد الهادي شلا يحاول أن يدمج الحياة في لوحاته ..يحاول أن يظهرها خصبة ومحتوية على نفس القوة المؤثرة ونفس الجمال المتألق الذي نجده في الحياة ..إنه يحمل في أحشائه حبا كبيرا للفن ، وللحياة ، وللأرض ، هذا الحب قادر على إثارته ، ومعاونته في بحثه الدائب عن الحقيقة ..وعن التحليل العميق الذي يصاحب ولادة كل لوحة من لوحاته ..فالألوان الزرقاء والرمادية التي تتخلل المساحات البيضاء على سطحها تعكس هذا الحب .
إن عبد الهادي شلا يتعامل مع لغة متكاملةناتجة عن إندماج علاقات الخط والشكل واللون إندماجا متبلورا في وحدة متسقة يحاول أن يهضم العالم الخارجي داخل ذاته ، حتى يصبح موضوع رسمه جزءا من كيانه ، ويستحوذ على هذا الموضوع داخل ذاته ، فيعكسها على اللوحة بابتكاره الذاتي ...فالمرأة والحصان ( الحصان الخشبي ) هما المركز الذي يحاول شلا أن يكررهما في كل لوحةمن لوحاته ، وفي كل مرة يستخلص منهما شكلا جديدا ، فهو يزود نفسه داخليا بثروة من كل الأشكال التي يسيطر عليها ليستغلهافي كل لوحة بإيقاع جديد..يحاول شلا أن يزيل التفاصيل من على شخوصه ليعطي الإحساس الذي يريده ..إن الألوان والخطوط تعتبر عند الفنان قوى..فهو يحاول أن يلعب بهذه القوى ليحقق التوازن ) .
• جريدة الوطن الكويتية – بتاريخ 23/1/1980 ..كتب وليد أبو بكر :
((( من الواضح أن وعي الفنان لما يقدمه ، شكلا ، وموضوعا ، يقف وراء جميع الأعمال التي تخلو تماما من العفوية ويظهر فيها القصد الفني ، والقصد الإجتماعي أيضا ..مما يؤكد أن هذا الفنان قد وصل إلى صيغة فنية خاصة ، تقدم الفن التشكيلي بجمالياته ، وتوظف هذا الفن في خدمة أهداف عامة ..وبذلك حقق معادلة الفن الملتزم ، التي تضمن لأعماله نجاحا كبيرا ))) .
وإن أبرز ما يميز هذه التجربة يمكن الإستدلال عليه مما كتبته الصحف :
وقد اتخذ شلا من العبارات القرآنية مادة لتشكيلاته الحروفية محاولا ربط هذه الآيات بجو اللوحة ..لكنه نجح في تحقيق هدف أهم من الهدف الأدبي أو المعنى اللغوي للكلمات إذ أنه نجح في تحقيق تشكيلات لونية وخطية مفعمة بالجمالية وهي تشير بوضوح إلى أسلوب شلا وخطوطه في لوحاته الزيتية التي تستحضر الشكل البشري كوحدة بناء أساسية في اللوحة وكمحور موضوعي و شكلي في اللوحة .
وتجربة شلا الخطية اللونية هذه تعكس مدى المرونة التكنيكية التي يمتلكها الفنان وهي كذلك إشارة إلى اجتهاده ومواصلته في الرسم ...، و برغم أن الشكل الحروفي يظهر بجلاء في اللوحة ، لكن الشكل العام يأخذ بأبعاده التجريدية المستقلة ومن هذه الزاوية فإن شلا يضيف سمات أسلوبه العامة ويقدم حلوله التشكيلية واللونية ضمن إطار جديد ) .
• جريدة الأنباء الكويتية بتاريخ 19/11/1982 ..( قدم لنا الفنان عبد الهادي شلا حلا جديدا – في حدود إمكانية الفرشاة واللوحة – تناول الخط العربي بالفك والتركيب، إحتفظ بطابعه اللوني المميز ..المساحة البيضاء الواسعة تحيط بالتكوين الخطي ..الألوان الأصلية النقية يشترك معها اللونان الأثيران في الفن الإسلامي ..الفضي والذهبي . ضاعت الحروف وسط التكوين بصورتها التقليدية ، ولكنها بقيت كتكوين لوني يحدث المشاهد في يسر عن قوة انتسابه إلى الأصل ..هذه التجارب من الفنان شلا وغيرها بما يلحقها من تركيب جديد ، ولون صريح وضوء نقي تعيد إلى المزاج العام توازنه بين التشكيل والتقديس ، فلا ينصرف التقديس عن التذوق الفني ، ولا يبتعد التذوق الفني عن التقديس ) .
1983- 1987
ومن أهم أعمال هذه المرحلة أنني في العام 1982 رسمت مجموعة من اللوحات (حملت إسم : إنسان الأرض ) كنت بها أول من تنبأ بثورة الحجر ( الإنتفاضة الفلسطينية الأولى التي انطلقت في العام 1987 ) أي قبل إنطلاقة الإنتفاضة بخمس سنوات فشرفت بأنني أول فنان يعبر بريشته عن هذه الإنتفاضة العظيمة .
((هل لنا أن تخيل حياة بلا موسيقى ؟!!
وهل تسمو الأرواح محلقة في علياء الخيال لدى الفنان باحثة عن إشراقات هي ضرورية لمقومات الحياة دون أن تكون قد اخذت لها إيقاع مناسب من الحياة ؟
وكيف لنا ان نكون قادرين على الإسترخاء جسديا و التركيز ذهنيا دون أن نستمع إلى صوت دافئ أو غناء شجي يثير فينا حسا عميقا بالإحتواء ؟!!
..إن الله قد منح الطبيعة هيئتها الجميلة ، وما بها من أصوات حكمت قدرته قوانينها ونواميسها لأغراض كثيرة ..وإننا نفترض أن هذه الأصوات والأشكال قد أخذت تباينها لعمل توازن كوني معين يعادل الهدوء التام الذي يمكن أن يكون لو أن المخلوقات جميعها كانت بلا أصوات ولا همهمات .
وإن كان ما في الطبيعة من فوضى الأصوات والأشكال وعدم التنسيق بين الكائنات لإحداث النغمة النهائية للطبيعة..إن كان لها صفة الفطرة ..فإن القدرة الإلهية قد نسقتها ووضعت أوزانها لتخدم الأغراض الحياتية .
فالفنان الذي يصنع لنا توازننا الداخلي بأعماله وإبداعاته إنما يعيد صياغة عطاء من عطاءات الطبيعة ، ويعيد تنسيقها ويعادل أوزانها ويدمجها برقي في الصياغة لتحدث التنسيق والتوازن المطلوب .
ومع تطور الإنسانية واستيعاب الإنسان وفهمه لكثير من أسرار الطبيعة واستمتاعه بإيقاعاتها ..أصبح قادرا على تكييف نفسه بالإستمتاع بصوت أو بشكل بما يتوافق مع إيقاعه الداخلي لتصبح الطبيعة أو يصبح هو جزء كل من الآخر ، وبالتالي يصبح قادرا على التعامل مع العمل الفني ذو الصياغة الجديدة .
إن ما أريد أن أقدمه في هذه الأعمال التي أطلقت عليها ( مقطوعات موسيقية ) هو تجديد خواص الحواس وتنمية قدراتها ، والذي يأتي من تأمل لقدرة الخالق في إحداث التوازنات الضرورية في الطبيعة.
..هل لنا ان نرى الموسيقى ؟!!
إن استطعنا أن نصل إلى أعلى درجات الرقي الحسي والسيطرة العالية على المشاعر في التواصل مع ذاتنا المتمتعة بالطبيعة وما بها من أصوات ذات نغمات ، فإن هذا سيمهد لنا طريق الوصول إلى الحالة الواجب أن نكون عليها ليتم الإنسجام مع كل مقطوعة مرسومة.
ومن معرفتنا أن لكل حاسة وظيفة وخاصية ليست للأخرى ، إلا أن هناك رابط وثيق بين حواس الإنسان قد لا تنفصل كل عن الأخرى في لحظة ما ، لذا فحين نرى عملا فنيا فإن العين أول الحواس إدراكا لما فيه ..منبهة ..باقي الحواس كل بدرجة معينة في الإستجابة لما أحدثه العمل في الوجدان والعقل .
وبعدها تبدأ عملية تنظيمية داخلية ، إلا أنني لا ألغي دور الحس والعقل في عمل التوازن فيما أريد به استبدال خاصية إحدى الحواس بخاصية أخرى ، وإن استطعت أن أحقق الصياغة بين العين والأذن وهما الحاستان اللاتي عليها التركيز في هذه الحالة ..فإن المتلقي – بطبيعة الحال – يستطيع أن يحقق ذلك بمجهوده وقدرته الذاتية على استحضار الأسس التي أبني عليها مقطوعاتي التشكيلية .
إننا نرى صياغة الطبيعة واختزالاتها البديعة في تلك الرموز الفلسطينية التي تتحلى بها الملابس الكثيرة التنوع ، وفي تلك الأهازيج ، وهذا التراث الحضاري الهائل والذي تعاملت معه في أعمالي السابقة برفق وتلميح .
إن تجربتي هذه مع التجريد لهي امتداد لما قدمته من أعمال كان العنصر الإنساني أساسا لها وكانت الرمزية ميزة أخرى لاحظ فيها المتتبع أنني في كل مرة كنت أطمح إلى تحقيق مستوى أكثر اقترابا وتعاملا مع الحياة .
وإن استخدامي للرموز الفلسطينية في هذه الأعمال لم يكن من باب الصدفة ، وإنما نجد المؤشر لها في استخدامها في أعمالي السابقة كعامل مكمل ، وأننا أمام تجربة اتضح فيها تسلسل استخدامات الرمز مضافا إليه صفة الحاضر المستوحى من الماضي المبصر لمستقبل رموز أكثر مرونة في إبراز العناصر الأساسية للحركة التشكيلية )) .
وقد علقت المسؤولة العامة عن قاعة McIntosh Gallery التابعة لجامعة ( Western Ontario UWO) أعرق الجامعات الكندية عندما رأت مجموعة من أعمال هذه المرحلة :( إننا لم نر هذا الموضوع من قبل بهذا الطرح العالي..إنك تجعلنا كما لو اننا نرى فن رياضة الرقص على الجليد للمرة الأولى،رغم أنه من صميم مجتمعنا) .
خلال مسيرتي وتنقلي بين هذه البحوث الفنية( المراحل لفنية) كنت أعود في مرات كثيرة للطبيعة وأرسم موضوعات متنوعة كالمناظر الطبيعية أو الطبيعة الصامتةو موضوعات إجتماعية والتي في غالبها موضوعات تتعلق بالقضية الفلسطينية حيث أنني منذ بداياتي إلتزمت بالتعبير عن كل الحالات الإنسانية فيها .
خزانة فلسطين الجغرافية
|
خزانة فلسطين الجغرافية
|
موسوعة الأعلام
|
خزانة فلسطين الجغرافية
|
موسوعة الأعلام
|
موسوعة الأعلام
|
خزانة فلسطين الجغرافية
|
موسوعة الأعلام
|
خزانة فلسطين التاريخية
|
بنك معلومات بيت المقدس
|
بنك معلومات بيت المقدس
|
خزانة فلسطين التاريخية
|
خزانة فلسطين الجغرافية
|
خزانة فلسطين الجغرافية
|
خزانة فلسطين الجغرافية
|